ميما .
الفرقة : .............. عدد المساهمات : 47 العمر : 32
| موضوع: الحاجة الى الحوار في الواقع والحياة الأربعاء فبراير 20, 2013 4:20 am | |
|
|
يقول المثل: (تكلم حتى أراك)، مما ينم عن حاجتنا الشديدة لتعلم فنون الكلام، وحاجتنا أكثر ربما لتعلم فن الإصغاء، حتى لا يتعطل الحوار، وينقطع الاتصال والتواصل. ففي ظل تصاعد التحديات التي تواجهنا في كافة مجالات الحياة، وتفاقم الأزمات التي تهدد كينونتنا ووجودنا تزداد أهمية الحوار. وتبرز الحاجة إلى بلورة الارتباط الوثيق بين مبادئ الحوار والتواصل وقبول الاختلاف. وايلاء أهمية للآخر، للانتقال إلى مرحلة التحاور المبني على التعبير الحر لتبادل الأفكار والآراء، بقصد الإقناع والاقتناع، للوصول إلى قرار أو اتفاق يتوخى الحق؛ لذا يجب تطويع الحوار للتخلص من الهيمنة الاحترازية. فالمحاور الواعي يحرص على إنسانيته دائما ليرتقي إلى التحاور، لإثبات قدرته الفائقة على التواصل مع الذات الرافضة للإصغاء. ولا يحصل هذا التطور والارتقاء إلا لمن آمن بمشروعية الاختلاف، الذي يغني التواصل. ويحجب المحاور العنادي عقله عن الاستنتاج، ويحتمي بالتناقض الجاذب، فلا يكف عن الرفض، وتنتهي المحاورة مع هذا النمط دائما الى حوار انفلاتي لمعاكسة مجرى الحوار، نتيجة لإصدار أحكام جائرة، ومتسرعة تشبه أحيانا الهذيان، ولا تخضع لأي مقياس من مقاييس الحوار البناء؛ لأن المخالف يسعى لفهم المحتمل بدل فهم الواقع، الذي يجب فحصه قبل التبرم منه، كما أنه يبدع أساليب وسبل تمثل المطلق ضمن إطار ثابت لا يفصل بين الاختلاف والخلاف |
| |
|