يدرس
رئيس الوزراء المصري عصام شرف مشروعا مقدما إليه لتخليد ثورة 25 يناير/
كانون الثاني وشهدائها بتحويل المبني المحترق للحزب الوطني السابق لمتحف
عالمي لثورة المصريين، واستخدام سقف مرآب للسيارات مجاور لمسجد عمر مكرم
بقلب ميدان التحرير لساحة رخامية تذكر بشهداء الثورة من خلال أعمدة بلورية
شفافة.
ويحمل هذا المشروع اسم شموع الشهداء، ويعد من أبرز المشاريع المعروضة
على رئاسة الحكومة لتطوير ميدان التحرير والنهوض به بما يتناسب مع معطيات
الثورة التي أكسبت الميدان أهمية تاريخية وشهرة عالمية كبيرتين.
وأوضح صاحب فكرة المشروع رئيس قسم العمارة بإحدى الجامعات
المصرية الدكتور هشام علي جريشة, أن شموع الشهداء ستتكلف نحو مائة مليون
جنيه مصري، ويتوقع أن يتم استردادها بالكامل خلال عامين من ريع رسوم زيارة
السائحين لمتحف ثورة 25 يناير / كانون الثاني.
متحف الثورة وتقوم فكرة المشروع المقترح في
الجزء الأول على كسوة مبنى الحزب الوطني المنحل من الخارج بغطاء من الزجاج
الشفاف بما يتيح بقاء آثار الحريق الموجودة على المبنى من خارجه، كشاهد
عيان لإحدى المحطات الهامة في مسيرة ثورة المصريين التي انطلقت من قلب
ميدان التحرير لتطيح بحسني مبارك ونظامه.
وبموازاة الغطاء الزجاجي الخارجي -الذي سيصنع من مادة خاصة ليماثل
الغطاء الزجاجي لعدد من الملاعب الرياضية العالمية, سيتم ترميم مبنى الحزب
الوطني البائد وتجديده من الداخل وتكييفه مركزيا، ليتحول لمتحف يوثق لثورة
المصريين ضد رئيسهم المخلوع ، من خلال عرض كل ماله علاقة بالثورة كمقتنيات
الثوار وملابس الشهداء عند مقتلهم، وعرضا لجوانب مما مارسه النظام البائد
على المصريين من ظلم وقمع طوال نحو ثلاثة عقود.
ويشير جريشة إلى أن تحويل مبنى الحزب الحاكم للنظام السابق لمتحف للثورة
على مقربة من المتحف المصري ، من شأنه تكامل المتحفين بالربط بين تاريخ
مصر القديم والحديث، وتعظيم الأهمية السياحية لميدان التحرير وتحويله لمزار
دولي هام ضمن معالم مصر السياحية
ونبه
جريشة إلى أن "الصدي العالمي الهائل لثورة المصريين ضد مبارك كرس واقعا
جديدا لميدان التحرير كمركز ومقصد بارز للجذب السياحي، من المتوقع أن
يستقطب أعدادا كبيرة من السائحين عند انتظام التدفق السياحي إلي مصر خلال
الأشهر القادمة".
ساحة الشهداءويقوم الجزء الثاني من مشروع
شموع الشهداء -كما أوضح صاحب فكرته- على استخدام سقف مرآب سيارات قيد
الإنشاء بجوار مسجد عمر مكرم في قلب ميدان التحرير، كساحة تذكارية رخامية
واسعة لتخليد ذكرى شهداء الثورة.
وأوضح جريشة أن مخططه للساحة يشمل إقامة عدد من الأعمدة البلورية
الشفافة من زجاج خاص بعدد شهداء ثورة 25 يناير / كانون الثاني، وقال إن
الأعمدة ستكون رباعية الأوجه بحيث يحمل كل وجه منها اسم شهيد وسيرته
الذاتية وتفاصيل استشهاده.
وخلص صاحب فكرة مشروع متحف الثورة وساحة الشهداء إلى أن "انطلاق الثورة
التي أسقطت حسني مبارك من ميدان التحرير الذي مثل بؤرة هذه الثورة، يتطلب
عملا يربط ذكرى الشهداء الذين قدموا
حياتهم فداء لحرية المصريين، بهذا الميدان الذي تحول لرمز عالمي".