الصراع النفطي وتوتر العلاقات السياسية الدولية
عصب الاقتصاد وشريان الحياة في العصر الحديث، صار النفط اليوم أكثر ما يعتمد عليه الإنسان في كل تفاصيل حياته اليومية، ومصدر الطاقة الرئيس، حتى بات مصير الشعوب يقرر وفق معطيات السوق النفطية، فبين بلدان منتجة للنفط، وبين مصدرة أو مستهلكة، تكون الحرب الاقتصادية.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم التطورات الحاصلة في السوق النفطية، وعرض لمجمل التفاصيل الدائرة بين انخفاض الاسعار وارتفاعها:
خصم كبير في إيرادات أوبك بسبب تراجع النفط
قالت إدارة معلومات الطاقة الامريكية ان تراجع أسعار النفط سيكلف منظمة أوبك نحو 79 مليار دولار في شكل ايرادات تصدير خام مفقودة هذا العام وحوالي 100 مليار دولار في 2009.
وأضافت الإدارة في أحدث توقعاتها للطاقة أن من المتوقع وصول صافي ايرادات تصدير النفط لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الى مستوى قياسي يبلغ 1.172 تريليون دولار هذا العام. بحسب رويترز.
وفي حين أن ايرادات أوبك في 2008 ستظل أعلى 75 في المئة عنها في العام الماضي عندما حققت المنظمة 671 مليار دولار الا أنها ستكون أقل 79 مليار دولار من تقديرات الشهر الماضي لادارة معلومات الطاقة.
ويعكس التراجع المتوقع في ايرادات صادرات أوبك انخفاض الطلب على النفط والهبوط الحاد في أسعار الخام التي فقدت نحو 33 دولارا للبرميل على مدى الشهر المنصرم ومن المتوقع أن تكون أقل كثيرا من التكهنات السابقة.
وفي العام 2009 ينتظر أن تصل ايرادات صادرات المنظمة من الخام الى 1.225 تريليون دولار أي أقل 97 مليار دولار عن توقعات الادارة في الشهر الماضي.
وقالت ادارة معلومات الطاقة انه على مدى الاشهر السبعة الاولى من العام حقق أعضاء أوبك بالفعل حوالي 642 مليار دولار من صادراتهم النفطية وقد استحوذت السعودية على أكبر حصة من ذلك المبلغ عند 191 مليار دولار.
تنبؤ الخبراء بارتفاع أسعار النفط لهذا العام
قال خبير سلع وطاقة ياباني ان أسعار النفط من المرجح أن تصل الى 150 دولارا للبرميل هذا العام على الرغم من تراجعها في الفترة الأخيرة مع ارتفاع الدولار أمام اليورو والمخاوف المتعلقة بأن ارتفاع الاسعار قد يضر بنمو الاقتصادات الكبرى.
وقال اكيو شيباتا مدير معهد ماروبيني للابحاث لرويترز ان التباطؤ في اقتصادات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان قد يحد من النمو في الصين وأسواق ناشئة أخرى لكن الطلب الضمني على النفط من الدول النامية سريعة النمو مازال قويا اذ تريد هذه الدول اللحاق بالاقتصادات المتقدمة. يحسب رويترز.
وقال شيباتا: هذه فترة انتقالية اذ تتحول الصين ودول ناشئة أخرى الى دول متقدمة والطلب الضمني فيها سيستمر على الاقل في 15 أو 20 سنة مقبلة في تشكيل ضغوط ترفع اسعار الطاقة.
ويقدم شيباتا تحديثات دورية للمسؤولين بوزارة المالية اليابانية بشأن الوضع في أسواق السلع وشارك في عدد من اللجان الحكومية المتعلقة بقضايا الغذاء والطاقة.
وقال انه في حين قد يضر تباطؤ الاقتصاد العالمي بالصين والهند الا انهما من المتوقع أن تحققان نموا سريعا نسبيا وأي انخفاض في اسعار النفط سيزيد الطلب عليه في هاتين الدولتين.
وتابع: من المستبعد أن تنخفض أسعار النفط مرة أخرى الى ما دون مئة دولار للبرميل. فالطلب في مثل هذه الدول لم ينخفض لمستوياته قبل عام ومع استمرار نموها سيتولد طلب جديد على الموارد كل عام وتراكم الطلب سيبقي على ضغوط العرض.
ومضى يقول ان تكاليف استخراج النفط ارتفعت والنفط القابل للاستخراج بتكاليف أقل بلغ ذروته. والدولار مازال معرضا للهبوط اذ ان أزمة سوق الاسكان الامريكية لم تبلغ مداها بعد وأزمة الائتمان مستمرة.
وقال: ليس من الواضح ما اذا كان الدولار سيظل يرتفع متجاوزا مستوى 110 ينات. اذا غير الدولار اتجاهه سيواصل النفط ارتفاعه.
أزمة النفط وتصاعد الصراع الغربي مع إيران
توقع رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) حاليا وزير النفط الجزائري شكيب خليل انخفاض سعر برميل النفط الى ما بين سبعين وثمانين دولارا اذا ارتفعت قيمة الدولار وتراجع التوتر الجيوسياسي لاسيما مع ايران. بحسب فرانس برس.
واعلن على هامش الدورة الرابعة لمؤتمر الطاقة في الجزائر: اذا ارتفعت قيمة الدولار وتم حل الازمة مع ايران فان اسعار النفط ستتجه الى ما بين سبعين الى ثمانين دولارا.
وانخفضت اسعار النفط الى 125 دولارا بعد ان كادت تبلغ 150 دولارا قبل اسبوعين.